القائمة الرئيسية

الصفحات


 مملكة آشانتي

ديباجة       

   تأسست هذه المملكة خلال حوالي القرن الحادي عشر الميلادي داخل الغابات الاستوائية لجنوب غرب افريقيا فيما يعرف حينذاك بساحل الذهب (شرق ساحل العاج، جمهورية غانا الحالية)، وقد حكم ملوك هذه الإمبراطورية كامل السواحل الجنوبية لغرب أفريقيا إبان أوج قوتهم، واستقر ملوك آشانتي في مدينة كوماسي الغانية واتخذوها عاصمة رسمية للبلاد.

التاريخ السياسي للآشانتي

    تمكنت كونفدرالية الأشانتي من انشاء مملكة لهم في القرن السابع عشر الميلادي في عهد الملك (أوسوي طوطو) تحت مسمى مملكة أبومي بجيش قوامه 700 مقاتل مجهزين بالأسلحة النارية، ونقل العاصمة من بلدة غوامنج الى مدينة كوماسي، وكما شكل هيئة دينية - إدارية لتسيير شؤون حكومته الفتية وجعل رئاستها ل "أوغومفو أونكي" وهو كاهن أرواحي وثني، وقد قسم أوسوي توتو مملكته ونظم للدولة سلطة مركزية موحدة وفرض الضرائب على الدويلات والقبائل والممالك المجاورة، واهتم بتنظيم الجيش وتحديثه؛ اذ أمده التجار والمهربون من هولاندا بكل ما يحتاجه جيشه من ملح بارود وبنادق نارية في ساحل الذهب وبالمقابل حصل التجار الأوروبيون  على كميات من معدن الذهب وعدد من الرقيق الأسود.

      تعرض هذا الملك للقتل بسهم مسموم أناء عبور جيشه للنهر خلال حملته الأخيرة والتي شنها ضد إثنية (أكيم)، وبذلك أصبح عرش آشانتي شاغرا وحدث صراع على خلافته بين أخته وابن أخيه، انتهى هذا الصراع بمقتل هذا الأخير وتتويج أخت الملك المتوفى (أوسوي طوطو) و التي تحركت بأنصارها غربا نحو ما يعرف حاليا بساحل العاج (الأجزاء الشرقية من خليج الذهب).   

   وبعد وفاة الملك أوسوي كوجو واجهت المملكة مشكلة اتحاد "الفانتي" الذي هدد أمن واستقرار الساحل الغربي منذ عهد خليفته أبوكو وار ولم ينتهي خطرهم الذي هدد بانهيار مملكة الأشانتي الا بتولي الملك "أوسوي كوجو" أواخر القرن الثامن عشر الميلادي. ثم سار على نهجه الملك "أوسوي كومنا" الملقب بالملك الحوت الذي انتصر على قبائل فانتي المتحالفة وهربوا لطلب الحماية من الانجليز منافسي الآشانتي المستقرين في القلاع والمستوطنات على خليج الذهب الغيني واستولى الملك الحوت على قلعة أمستردام ومن ثم تساقطت باقي القلاع البريطانية في سواحل غانا تباعا وضمن أمن المنطقة، وقضى على الهجوم الثاني لعرقية الفانتي على مملكة آشانتي عام 1814م.

بعد وفاة الملك الحوت تحولت آشانتي من مجرد مملكة قبلية صغيرة تتحكم في منطقة ضئيلة المساحة الى امبراطورية تنافس القوى الاستعمارية الأوروبية على السيادة على ساحل الذهب الغيني وامتدت مساحتها من ساحل العاج غربا الى تونجا شرقا.

    وقد تسبب انهزام الفانتي المدعومين إنجليزيا في صراعهم مع الآشانتي حلفاء الهولانديين خصوم الانجليز ما أدى لعرقلة تجارة الذهب الإنجليزية، بالإضافة لإلغاء الإنجليز تجارة الرقيق الأسود التي مثلت للآشانتي مورد أساسي لمالية مملكتهم واعتبارها تجارة غير قانونية، في وقوع احتكاك مسلح بين الإنجليز والآشانتي سينتهي باحتلال البريطانيين للمنطقة وانهاء حكم الآشانتي عام 1901مو تحول ممتلكات امبراطورية آشانتي لمستعمرة (ساحل الذهب الإنجليزي).

المجتمع في الآشانتي

   شعب آشانتي مكون من تمازج خليط مكون من المهاجرين من مملكة غانا القديمة وشعوب الجنوب المحلية (البرونج). انعزل مجتمع قبيلة الآشانتي في الغابات الاستوائية لساحل الذهب الجنوبي في غرب أفريقيا في ظل ظروف اقتصادية صعبة فرضت على شعب الآشاتي العيش في عزلة نسبية ثقافيا واجتماعيا.

   وقد انقسمت الأشانتي -شأنها شأن باقي الشعوب الأفريقية الآخرى- الى مجموعات بشرية تضم الواحدة منها مجموعات بشرية أخرى مماثلة وأصغر؛ وتعتبر الأسرة أصغر هذه مجموعات التقسيم الاجتماعي للآشانتي. ويعرف شعب الآشانتي بكونه من المجتمعات التي تجمع بين النظاميين الأموي والأبوي في آن واحد؛ فالأب يورث للأبناء الروح والأخلاق والطباع، أما الأم فتورث لأبنائها المال والدم والجسم، والأسرة بدورها تندمج في العشيرة التي تدخل بدورها هي الآخرى في مجموعة أكبر (القبيلة).

 وينقسم المجتمع بمملكة الآشانتي لثلاث طبقات رئيسية كما يلي:

-الطبقة الأولى: تضم الأرسطوقراطية الحاكمة وأفراد السلالة الملكية وكبار الكهنة الأرواحيين؛ (فالآشانتي كانت كما هو معلوم مملكة وثنية الديانة)، فضلا عن زعماء القبائل والعشائر.

-الطبقة الثانية (الأحرار): العرافين، الفلاحين، التجار، الحرفيين، المحاربين.

-الطبقة الثالثة (الرقيق): هم الذين ولدوا من عائلات العبيد أو تم استعبادهم.

اقتصاد امبراطورية آشانتي

   كان اقتصاد الآشانتي قائما على الزراعة والفلاحة رغم ضعف مردودهما لاعتماد الفلاحين في هذه المملكة على الوسائل اليدوية البدائية، وبشكل أقل على الحرف التقليدية التراثية اليدوية. ومنذ أواسط القرن الثامن عشر الميلادي أصبح تجار مملكة آشانتي محتكرين لتجارة الرقيق ومعدن الذهب، وكان لتجار المملكة نصيب الأسد من الواردات الأوروبية نحو أسواق ساحل الذهب الأفريقي، وبعدما أصبحت كامل الأراضي الساحلية الجنوبية لغرب أفريقيا تابعة لحكام امبراطورية آشانتي القوية باستثناء كونفدرالية الفانتو القبلية التي كانت تسيطر على جزء يسير من ساحل الذهب احتكر البرتغاليون ثم الهولانديين العلاقة التجارية مع المنطقة.

العلاقات الخارجية لمملكة الآشانتي

مع القوى الغربية الأوروبية؛ والمتمثلة خصوصا في تجار المستوطنات والقلاع الاستعمارية الساحلية لغانا، وهم من بلدان البرتغال، هولاندا، فرنسا، اسبانيا، إنجلترا..

 وقد كان التجار الهولانديون الأكثر بين باقي الجنسيات الأخرى حصولا على الامتيازات التجارية بآشانتي لما كان لهم ولسابقيهم البرتغاليين من سبق الاستقرار والتواجد في المنطقة.

مع الممالك الإسلامية في الساحل؛ اذ زار عدد من أقوى الأمراء من مسلمي السودان الغربي وكبار تجارهم مملكة آشانتي الوثنية سواء من برنو أو من الهوسا، وأغلب الزيارات كان الغرض منها تجاريا ، وقد زار عدد من الزعماء القبليين للسودان الغربي الإسلامي بلاد آشانتي؛ مثلا عام 1804م وفد على ملك الآشانتي شيخ مسلم من منطقة كاتسينا رفقة عدد من الأتباع ودخل في طاعة ملك آشانتي وسانده في حملته على قبائل فانتي 1807م، وكما وصل الأمير المسلم الحاج ابراهيم من برنو الى العاصمة كوسامي ومعه اثنان من أمراء المسلمين القلبيين وانضم للملك عام 1815م ثم عاد لموطنه عام 1818م.

 

  
أنت الان في اول موضوع

تعليقات